شـــــــاب من واقـــــــــــع آخـــــر

كان الوقت ليلا و الطقس شديد البرود وفي زاوية من سفح مرتفعات المدينة ظهرت مالم بيت وسط الغابة الموحشة،و اارتفع ليطل على ساقية مجرى واد جاف و أشجار البستان الطويلة و كلاب سود هزيلة تصم الآدان بنباحها ، لم يكن يعلم الشاب سامي صاححب الثلاثين ربيعا والد ريحانة

بمرادنا ،فقد صادفت الزيارة، ارادته في بناء كوخ لزوجته الملاك الطبية او في مشوع ليستقر بعيدا عن التأجير ة طلب مستحقات الكراء

سرنا معه والخواف يعصرنا ،من ظلمة المكان كلما تقدمنا خطوة نحو بيته الذي أعاره اياه

نازح فار نحو المدينة.

إذدات دقات قلوبنا دون سابق إنذار يخرج من بين أشجار البستان وحش قصير أسود كاد ان يشلنا حركة جسمنا و يقطع نفسنا ،و لحسن حظنا لم يكن سوى خنزير أصابه الخوف لسماعه حركات خطواتنا

ووصلنا إلى البيت المهجور من قبل صاحبه الأصلي - لارائحة لجار او بشر بجوار كل فر بجلده-

لتستقبلنا ريحانة و هي حافية القدمين و ترحب بقدوم والدها ، دخلنا البيت و قبل ان نجلس طلب منا سامي

ان نتجول في أرجاءالمسكن الحقيقة ان الانسان ان إستطاع البقاء في ذلك المكان فلن يجرؤ على المبيت فيه

لا ماء ولا جار مؤنس ولا حركة بالجوار سوى أصوات تصدرها الطبيعة في أشكال أحيانا ترعب الكبير قبل الصغير

قال سامي:"هو حال و لا خيار لدي ، سألناه عن مصر الماء فقال هو المطر او الساقية التي تجف لزمن و تعود لحال الجريان لوقت آخر او جلب الماء من بئر بعيدة رفقة زوجي فلولاها صبرها معي على مشاق

الظروف لوجدتموني في مصحة للمرضى و المجانين او قربت دون أن تعلم والدتي و أشقائي بما حل بي

اما عن طعامنا فحشائش السبانخ في فصلها و الفول من بستان قريب و ماجادت به اكراميات بعض المعارف و الا فالجوع و الصبر عليه حتى الفرج ، استغربنا لأمر جوابه اليائس فراح ينير الدهشة و يقول

لحدث مرة و انا اعمل حمالا ان مرضت لمجهود زائد قمت به حتى اكسب المزيد و في المستشفى و حينما زارتني زوجتي كتبت لها جوابا لكي تسلمه لأهلي قصد زيارتهم إياي ، مضت أيام و الموت تلاحقني لا قريب ولا بعيد أطل علي ، كانت في تللك الأثناء شريكة حياتي تتوسل إلي بعد يأسها من عودتي ان أسمح لها بطلب الصدقة " اي ان تتوسل" لم يكن لدي خيار و ريحانة تحتاج إلى الحليب فوافقت و المضحك و العجيب في كل هذا ان عائلتي التي أنتسب إليها عبر دفتر العائلة فقط ميسورة الحال جداا بل ان من أشقاء و شقيقاتي أطر و صناعيون بالخارج ، زادات دهشتنا فقلنا لما المقاطعة فقال ببساطة لاني والدتي تريد زوجة من إختيارها و فقط

كان ذلك سببا كافيا لان يكون سامي المتعدد المحطات في العمل كالنحلة ، مقطوع الفروع بل ولا منبوذ العائلة ، و بعد ان إستقرفي عمل مؤقت ان يصنع كوخا زوجته الوفية و إبنته البريئة حت لا يتركهما إن حدث له مكروه بين أيادي القادرين على الأذى والاذية ، تركناه في ظلمة الليل مكا دخلنا و قلنا له بعد الضيق ياتي الفرج و الأمر كله لا يتسع إلا إذا ضاق و دعانا و الابتسامة عريضة ترسم على شفتيه مرددا ان أنجزت بيتي الصغير فلكم مني أن أظيفكم في بيتي.







قصــة من الواقـــع

منقول للأمانة